top of page
سياق

مقدمة العدد | عن الأمومة والرعاية .. من بيت أمي!

هيئة التحرير



"سِتّ الحبايب.. يا حبيبة

يا أغلى من روحي وعمري"

(لم أعرف أذنًا تسمع هذه الكلمات إلا وتستجيب لها العين بدمعة، هكذا ببساطة، نصبح صغارًا نخاف أن تغيب عنا (ستّ الحبايب) يومًا! ونحن أيضًا ندمع أو ربما نبكي بين يدي أمهاتنا في حال الفرح، والحزن، والشوق، والنجاح، والخوف، وحتى إذا جُعنا وتأخر الغداء! وربما نخفي حرقة بكاء إذا أكلتنا الغيرة من اهتمام تسرّب إلى غيرنا! نحن من نحن بدون تلك اليد التي حفرت العناية على ظهرها حكاية العُمر، حكاية الصرخة الأولى، حكاية الكلمة الأولى، حكاية اللقمة الأولى والخطوة الأولى. نحن أغنيتها ونشيدها، نحن كلّها وبعضها، نحن سماحة الأيام لها، ولطف السماء حولها، ورضا الأرزاق معها).

"نام .. نام..

 وأهدي لك طير الحمام" 

(كل الحمام يا صغيري لك مني هدية، على كفّي بك أحمل أمان الأرض، واستجابة السماء، وعند اللثغة تذوب أحزاني وتمّحي أوهامي، وتبقى أنت حقيقة الأيام التي لا تعرف الكذب، أنتَ الرحم التي حمَلتها الأرض، ورعَتها سحابة الأحلام، يا ثورة الحياة، وكرم الزمان، هل تدنو مني طيفًا شفيفًا أغسل به تعب المشوار، وأختم به خطوات الألف ميل الذي لم أشبع بعد من سيري فيه معك؟ خذني إليك إذن! ولا تترك يدي وحيدة أبدًا).

يا قارئ سياق الأثير، هذه المرة تعجز أقلامنا على المقدمة، فالموضوع دافئ عظيم، إنها الأمومة والرعاية، إنها رحابة الصدر، وطول العمر، إنها الحضن الوحيد الذي لا يصدّ ولا يردّ، وهي الجدل الغريب الذي تنطح الذاتية ثباته بكل شراسة العولمة، واضطراب الآلة، وجنون الحروب اليوم. يا قارئ سياق، ماذا تريد منا أن نقول عندما تحضر الأمهات، وتعلن الرعاية نُبلها الإنساني الجميل، مُقاوِمة بؤس الحديد، وقسوة البلاستيك، وتصرّ بشموخ على بقاء (أمي) أغنية المجد والحنان!

يا قارئ سياق العظيم، نطرح بين يديك هنا سِفر الأمان، محفورًا بأقلام تحلّق به من قراءة أمومة الأرض، إلى ترجمة الأمل والألم، وحتى سماع تهويدة الأمهات ودندناتهنّ، ومرورًا بحديث عن كتاب يحكي عن تجربة الأمومة ومعاناة الأمهات. ولأنّ الفنّ عيننا البصّارة، يقدّم تشكيل الأمومة فنًّا، يبوح بأسرار وأسرار. ومن الفن إلى الفن السابع وقراءة تحاول مجادلة أمومة الآلة، وندخل معًا (غرفة الأم) بقراءة نقدية نلتف فيها حول سرير الوالدين، ننصت لأخبار الثقافة والمطبوعات. 

إيه يا قارئ سياق! إن كنت بجوار صغيرك الآن، فاترك هاتفك جانبًا، وانظرْ إلى عينيه، تأمّل المستقبل في تلك الحدقة التي تتسع الآن، حبًا وفرحًا لالتفاتتك! وإن كنت بجوار أمك أو أبيك، فبالله عليك، اقرأ مقدمتنا هذه عليهما، وأنت تبتسم، ولا تنس أن تمدّ صوتك بنغم مطرِب وقل معنا: 

"زمان.. سهرتِ وتعبتِ وشلتِ الهمّ بدالي.. 

ولسه برضو دلوقتِ بتحملي الهم بدالي.. 

أنام وتسهري.. وتباتي تفكري.. 

وتصحي من الأذان.. وتيجي تشأري..

يا رب يخليكِ يا أمي.. 

يا ست الحبايب يا حبيبة".





Komentáře


bottom of page